يمكن أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتصبح القوة المهيمنة في الأبحاث العالمية، وفقاً لتقرير جديد نشرته شركة الأبحاث الرقمية “ديجيتال ساينس”.
اقترح التقرير خمسة مقاييس رئيسية لتصنيف تأثير البلدان في عالم البحث. وفي كل منها، يظهر إما أنّ الصين قد تجاوزت منافسيها بالفعل أو على وشك تجاوزهم، أو كانت تشكل تحدياً مستداماً يمكن أن نشهده يرتفع إلى القمة خلال العقد المقبل.
هذه المقاييس التي وصف التقرير مستوى تحقيقها بالصعب، وقال إنّ أهميتها في تزايد، هي: الناتج المحلي الإجمالي الذي يتم إنفاقه على البحث العلمي، والوصول الحر إلى المعلومات، وإجمالي حجم النشر، إضافةً إلى نسبة الاستشهادات أو الاقتباسات العالمية، والتأثير العالمي النسبي.
ويجري اختيار هذه المقاييس الخمسة لإظهار التطور السببي، من التمويل إلى القدرة على تطوير البنية التحتية ومجتمع الأبحاث، جنباً إلى جنب مع الرغبة في نشر الأبحاث.
بالنظر إلى الاستثمار الصيني في البحث والتطوير، نجد أنّه زاد بشكل مطرد منذ عام 2000 ليصل إلى 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020. ومع ذلك، منذ عام 2012، زادت الولايات المتحدة من استثماراتها أيضاً في البحث والتطوير، كذلك دول الاتحاد الأوروبي.
في الوقت نفسه، زاد الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لتعادل القوة الشرائية بشكل ملحوظ في الصين. ففي عام 2021، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين وفقاً لتعادل القوة الشرائية 27.3 تريليون دولار أميركي، مقابل 23 تريليون دولار أميركي للولايات المتحدة، و21.6 تريليون دولار أميركي للاتحاد الأوروبي و3.34 تريليون دولار أميركي للمملكة المتحدة. هذا يعني أنّ الفجوة تضيق بين البلدين إلى نحو 20%.
ويظهر التقرير أنّه إذا استمر الاقتصادين الصيني والأميركي في النمو بمعدلاتهما الحالية (3.2% للصين مقابل 1.6% للولايات المتحدة) لفترة مستدامة، فإنّ الصين ستنفق أكثر من الولايات المتحدة على قاعدة أبحاثها بحلول عام 2032، من دون الحاجة إلى زيادة نسبة من الناتج المحلي الإجمالي المستثمر.
تقرير آخر للمعهد الوطني الياباني، نُشر في آب/أغسطس، يُظهر أنّ الصين أزاحت الولايات المتحدة عن عرش البحوث العملية والدراسات.
وبحسب التقرير، فإنّ الصين تنشر الآن أكبر عدد من أوراق البحث العلمي سنوياً، تليها الولايات المتحدة، ثم ألمانيا.
وتُشكِّل الأبحاث الصينية 27.2% من أفضل 1% من الأوراق البحثية الأكثر اقتباساً في العالم، إذ يمثل عدد الاقتباسات التي تتلقاها ورقة بحثية مقياساً شائع الاستخدام في الأوساط الأكاديمية، وكلما جرى اقتباس هذه الورقة البحثية زاد “تأثير الاقتباس”.
وأضاف التقرير أنَّ الصين نشرت ما معدله 407181 ورقة علمية في المتوسط سنوياً، متفوقة بذلك على 293434 مقالة في دوريات الولايات المتحدة، التي تمثل 23.4% من الناتج البحثي العالمي.
وتتوزع مساهمات الأبحاث الصينية في علوم المواد والكيمياء والهندسة والرياضيات، فيما كان الباحثون الأميركيون أكثر غزارة في أبحاث الطب الإكلينيكي، وعلوم الحياة الأساسية والفيزياء.
ورأت “ديجيتال ساينس” أنّه “إذا كان القرن العشرين هو قرن تراجع قوة وتأثير الغرب، فإن القرن الحادي والعشرين يروي قصة صعود آسيا، وتحديداً الصين”.
وستواصل الصين اتخاذ سياسات على مراحل لاستقرار اقتصادها مع التركيز على تنشيط الاستهلاك ودعم الاستثمار وتنفيذ هذه السياسات في أقرب وقت ممكن، بحسب ما أعلن رئيس وزرائها لي كه تشيانغ.
وقال لي إنّ “الصين ستنفذ إجراءات متعددة بهدف استقرار النمو والتوظيف والأسعار، وستشجع تعافي الاستهلاك كقوة محركة رئيسية وستبذل جهوداً أكبر لتعزيز استثمار فعال، كما ستسرع بناء مشاريع رئيسية وستزيد سياسة التمويل المصرفي على أساس حاجات الاقتصادات المحلية”.
وتفادى ثاني أكبر اقتصاد في العالم الانكماش في الربع الثاني وسط إغلاقات واسعة لاحتواء “كوفيد-19” وضعف في سوق العقارات كان لهما تأثير سلبي على الاستهلاك ونشاط المصانع.
وتوقع نائب سابق لرئيس البنك الدولي جاستن لين ييفو أنّ الصين ستصبح أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية.
Discussion about this post