يقال أنّ الجغرافية لعنة، بالتالي فإنّ المناطق أو الأقاليم التي تكون جغرافيتها ذات قيمة استراتيجية من ناحية الربط بين الأقاليم أو من ناحية حضور البحار والأنهار في جغرافيتها، وإذا كانت تلك الجغرافية التي تختص بها منطقة معينة تمتلك ثروات باطنية مهمة وطقس معتدل فإنّ اللعنة التي تحل بها تكون ثلاثية الأبعاد “جوية، برية، بحرية” ويجعلها في عين أي إعصار خارجي يريد أن يبني قوته على حساب هذه الجغرافية.. وتبقى الجغرافية هي من تقرر مكانة وأهمية الدول مهما تطور العلم ومهما تطورت معه أدوات وأساليب الحروب..
وتاريخ المجتمع الدولي الذي مرّ بسيرورة طويلة كانت الحرب عنوانها لإضفاء المبادئ الدولية في حالة السلم التي حكمت وفقها النظم الدولية، كانت نتيجة القوة الجيوسياسية التي تمتّعت بها الدول الكبرى استناداً لنظريات جيوبولتيكية أسست للنظام العالمي الحاكم هذه المنظومة.. ومن أمثلة التاريخ أنّ فرنسا مثلاً كانت إمبراطورية حاكمة باتت اليوم دولة تابعة ل”الإمبراطورية” الأميركية التي استثمرت في الجيوبولتيك وأسست وفق قواعده نظام عالمي ترأست قطبيته وهو ما يوصلنا إلى نتيجة أنّ التاريخ احياناً ضحية الجغرافيا، والحاضر ضَحيِّتهما في آن معاً، لتقوم تلك الجغرافية وفق العلم الجيوسياسي برسم معالم المستقبل بل وضع قواعده ومبادئه أيضاً.. وللباقي تتمة
Discussion about this post