ماذا عن احتمالات الحرب…؟؟
على صخرة الصمود والمعاناة والصبر والجوع السوري تتغير احوال العرب والاقليم والعالم، وكل المتغيرات الجارية تسمح بالرهان وتعظيم خيار الانفراج وليس في الافق ما ينبئ بالعكس ولو ان امريكا وحلفها يضمرون الشر وقد يحاولون عبر إسرائيل واو الدواعش والانفصاليين وجيوش المرتزقة بعد ان اعيد القواعد تجميعهم وتزويدهم بالأسلحة النوعية، وتراهن امريكا على انهاك سورية اقتصاديا واجتماعيا وبفرض العقوبات وتشديد الحصارات ومنع المبادرات العربية والسعي لإسقاط المصالحة او الحد من تأثيراتها الانفراجية على سورية.
بكل حال؛ ان حاولت امريكا ومن المستبعد ان تحاول لأسباب كثيرة منها عجزها، ودنو موعد الحملات الانتخابية، ولمعرفتها بهزال ادواتها، فستهزم وبعدها تعبر سورية الى الانفراج من بوابة استعادة السيادة على الارض والثروات التي اغتصبها المحتلون في شمال وجنوب وشرق سورية.
جل المعطيات والفرص والظروف والتطورات تؤشر الى ان سورية ومحورها وبرغم الازمات والمعاناة الشديدة هم افضل ضمما كانوا وامريكا وحلفها وادواتها اضعف مما كانوا وتاليا اي مواجهة تفرض لن يكون النصر الا حليف سورية والمحور، وان تسارعت التوترات فهذه تعيد اللحمة الشعبية والوطنية السورية وتدفع الناقدين والناقمين الى الالتفاف حول الجيش والقيادة، وتنسف اي فرص للانفجار واو التوترات المجتمعية.
ويسقط الرهان على احتمال الانفجار الاجتماعي في قاعدة الدولة والنظام لأسباب مادية وموضوعية: فالأزمة التي ضربت سورية منذ ١٢ عاما وتحولت الى حرب عالمية عظمى استنفذت الغضب والفتوة وبددت الكثير من القدرات والكوامن وافرغت مناطق معادية للدولة ومؤيدة للإخوان المسلمين والعثمانية وشقيقاتها، والنقمة واللوم الملموس في مناطق سيطرة وتأييد الدولة مفهوم لان ناسها يعتبرون انفسهم شركاء في انتزاع الانتصارات، وفي الصمود، ويطالبون بحصتهم من المغانم ويزعجهم ويحرضهم على النقمة انهم لم ينالوا قسطهم بينما مظاهر الاستهلاك الفاجر للبعض، وما تتناقله الروايات عن امراء يكسبون كل شيء وعلى حساب الدولة والشعب ورصيد القائد والجيش.
وقاعدة الدولة الاجتماعية منهكة ومستنفذة من الحرب والتضحيات والعدد الكبير للشهداء والجرحى والمفقودين ومعظم المهنيين والمتعلمين وابناء الطبقة الوسطى هاجروا او في طريقهم الى الهجرة كالكثير من العائلات. وتاليا ليس من روح معاندة وليس من وعي وبرامج وشعارات جاذبة وليس من قوى حاملة لمشعل التغير من خارج الدولة والقيادة، فمن اين وكيف سيكون انفجارا اجتماعيا عاتيا؟؟!!.
الازمة عاصفة والحاجات ضاغطة والفقر يتسع الا ان الامل الوحيد ينعقد على الرئيس وسلطاته و قرارته.
لا انفجار بالمعنى المراهن عليه ولا ثورة من تحت تعتمل عناصرها وما قد يقع مناوشات واحتكاكات وهزات في وجه الدولة وبعض اجهزتها او بين الناس وتشكيلاتهم.
فاحتكاكات وحرائق صغيرة يمكن السيطرة عليها وبدورها تشكل اجراس انذار من المنطقي ان تستعجل الانفراج.
هذا عن سورية واحتقاناتها وبلوغها زمن الحاجة الى التغيير الجذري وبالأخص الثورة الادارية واعادة صياغة الدولة ومؤسساتها وهيكلياتها وتبسيط اجراءاتها، وتعريف هويتها ووظيفتها، وترشيقها ومكننتها، خاصة بعد ان تحررت الموازنات من الدعم السلعي، ومن القطاع العام الانتاجي وتسارع الخطى للتخلص مما تبقى من مؤسسات القطاع العام ودور الدولة عبر التشاركية واحالة المشاريع واعادة البناء الى القطاع الخاص.
وفي الوقائع والمعطيات المعاشة ان لا معيقات عند الثلاثية الذهبية بان تستعيد تألقها وتعبر بسورية الى شط الامان والشروع في النهوض. ومن الواقعات الدالة ان الرئيس والقيادة ادارت المعركة مع الفساد الكبير ورجالاته ومؤسساته بحكمة وبيسر، واستعادت الكثير من الاموال والممتلكات والحقوق من رجال مال واعمال كادوا ان يكونو قوى فاعلة ووازنه في الدولة والمجتمع وذاع صيتهم واتسع دورهم منذ تسعينات القرن المنصرم وباتوا اليوم لا يلوون على شيء … فاين هي الاسماء الجاري الحديث عنها اليوم وعن لوبياتهم مما كان.
ومن فعلها بالأمس القريب هو اقدر لان يفعلها متى شاء..
فرهان الحالمين على الانفجار وبإسقاط سوربة بمؤامرات الحصار والتجويع واختراقات البنية الاقتصادية والاجتماعية وبتمرير قرارات واجراءات لا تتوافق مع رؤية وتوجهات الرئيس وتعليماته لمن يعنيهم الامر وللمكلفين بإدارة الازمة وتسير الامور في الزمن الضائع رهان خائب…
اما عن احتمال الانفجار الكبير ووقوع حرب يوم القيامة او ما يسميها محور المقاومة بالحرب الكبرى – حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر فهي جارية بوتائر منخفضة وبطريقة الجولات ومراكمة النقاط وان استدعتها الأحداث او فرضتها الحاجات وتحولت الى حرب كبرى فنتائجها المتوقعة كفيلة بإطلاق ديناميات تغييرات عاصفة وفرط استراتيجية في العرب والاقليم والعالم وليس من احتمال صفري ان تكون في صالح إسرائيل. واذا وقعت تغني سورية عن التوترات والحرائق الداخلية وتستوجب اعادة هيكلة سورية لاشغال دورها الرائد في اعادة هيكلة العرب والاقليم.
منطق الاحداث والتاريخ تميل الى التأكيد على قدرة سورية لمجاوزة المخاطر وان تستكمل ساعة الصبر التي تسبق الانفراج وقدرها ان تستجيب لنداء التاريخ والجغرافية فتعالج ازماتها وتتأهب للدور الذي ينتظرها وان تباطأت او تأخرت واضاعت الفرصة فيكون الزمن قد حكم على العرب ان يضلوا في حالة التيه الابدية.
اما مصير الرهانات على اتعاب سورية لسوقها الى تسوية وتطبيع فهي مجرد اضغاث احلام ليلة صيف فقد سبق السيف العذل، فمن ذهب الى التطبيع يحاول العودة عنه فكيف بسورية التي صمدت وقاتلت ولم تقبل مبدا التطبيع وقد جاء زمنها وتحققت رؤيتها في خيار المقاومة ومحورها الذي يزداد قوة وتأثير بينما المشروع الصهيوني مأزوم برمته.
سورية وقد طفح الكيل، بين الانفراج والانفجار لا خيار الا الانفراج، او تضيع ويضيع معها العرب والاقليم.
انتهى
Discussion about this post