من يريد العبث بسوريا وشعبها من بوابة محافظة السويداء؟ سؤال قد يعتبره البعض غير مألوف في ظل ما نشهده من حركة إحتجاج مطلبية في مدينة السويداء، لكن من ينظر الى طبيعة التحرك والذي يأتي تحت شعار الضائقة الاقتصادية سيعرف سريعاً ان السويداء رغم كل المعاناة والظروف القاهرة لا تجوع، فأهلها هم أهل الكرم والنخوة والشهامة، كيف لا وهي المحافظة التي بقيت تحفظ نفسها وأهلها وجيرانها من المحافظات الاخرى في عز الحرب والحصار ورغم كل الويلات بقيت السويداء شامخة عصية على الارهاب، فقدمت الشهداء وسطّر اهلها مشايخاً وشباباً ونساء واطفالا ملاحم العزة والبطولة، فكانت دماء أبناء السويداء حاضرة متى كانت سوريا بحاجة الى من يروي ترابها، نعم هذا هو تاريخ وحاضر وماضي السويداء منذ الانتداب العثماني الى الاستعمار الفرنسي وبطولات الشيخ المجاهد سلطان باشا الأطرش، وصولا الى الحرب الارهابية التي طالت سوريا، وبالطبع هذا هكذا سيكون مستقبل السويداء، مستقبل مشرق عزيز وكريم، لن تقوى يد الفتنة على لي ذراع السويداء واهلها، ولن تنجح محاولة جر الشيخ حكمت الهجري الى غير موقعه ومكانه الطبيعي والوطني والتوحيدي والعروبي، وهو ابن بيت وسلالة عريقة وشريفة لطالما سجلت مواقف الشرف والكرامة، ولا شك ان البعض اراد ان يستغل إسم الشيخ الهجري للإيحاء بأن ما يحصل بكتسب غطاءاً دينياً بهدف جذب عدد اكبر من أبناء المدينة واقناعهم بأن ما يحصل هو بمباركة روحية، لكن الشيخ حكمت الهجري بحكمته ونظرته الثاقبة لن يسمح بأن يكون هو رأس حربة في المشروع الهادف للعبث بأمن سوريا وشعبها من بوابة السويداء، وهو المدرك والعارف بأن السويداء ارض الحكمة والتوحيد والوفاء، لن تكون الا في موقعها الطبيعي في قلب سوريا، ومكانة السويداء هو مكانة القلب بالنسبة للوطن، كيف لا وهي التي قدمت الشهداء والجرحى في ساحات الوغى يوم عز الرجال، فمواقف البطولة من شيم أهل السويداء وهنا نستذكر موقفهم يوم زيارة عبد الناصر فكانت مقولتهم الشهيرة “عبد الناصر يا جمال هات سلاح وخود رجال”، فالسويداء لا تجوع والسويداء لا تعطش والسويداء لا تفقر والسويداء لا تبيع الوطن واهلها لا يخونون ولا يسمحون للخيانة بأن تمر عبرهم فهم حماة الثغور والأمناء على الحكمة والتوحيد ومشايخها الاكارم هم أهل العقل والبرهان، لن تنال منهم سهام التآمر من اجل جر البلاد الى الحرب والفوضى مجددا، بعد أن دفعوا الغالي والنفيس كي تبقى سوريا طاهرة من دنس الارهاب وقاطعي الرؤوس وأكلة الأكباد، وهي التي ذاق اهلها شيباً وشباباً هذه الكأس المرّة، لذلك فإن لدى اهل السويداء ما يكفي من العقل والحكمة كي يبعدوا عنهم وعن سوريا هذه الكأس مرة جديدة، وكل ذلك بفضل حكمة المشايخ الكرام وأهل النخوة والكرامة.
Discussion about this post