رفرف العلم الفلسطيني في مختلف مناطق الدّاخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بالتزامن مع بدأ عدوان كيان الاحتلال على قطاع غزّة في الخامس من شهر آب / أغسطس 2022، وذلك بعد أن فرض فلسطينيو الدّاخل أمراً واقعاً على الاحتلال منذ معركة “سيف القدس”، فاستراتيجية تلاحم الساحات الفلسطينية التي انطلقت منها تسمية حركة الجهاد الإسلامي لمعركة التصدي (وحدة الساحات) تشمل أيضاً الدّاخل.
دعت الجمعيات المدنية والحراكات المجتمعية والنشطاء في الداخل للتظاهر الواسع وتنظيم المسيرات والوقفات الاسنادية والداعمة للمقاومة في غزّة والمنددة بالعدوان والمطالبة بوقفه. وقد ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن “مظاهرة حاشدة في الوسط العربي بإسرائيل ضد العملية العسكرية في قطاع غزة رُفع خلالها الأعلام الفلسطينية، بمشاركة أعضاء في الكنيست عن القائمة المشترك”.
واعتبرت حركة “أبناء البلد” أن “العدوان الإسرائيلي على غزة يعبر عن حالة التخبط والتخوف الذي يعيشها الكيان، فالاحتلال يسعى لترميم هيبته وكسر وحدة الساحات الفلسطينية، ونؤكد أن تشابك الساحات ووحدة حال شعبنا لن تستطيع آلة الحرب الصهيونية كسرها”.
شهدت مدينة “ام الفحم” مظاهرة نظمتها “اللجنة الشعبية”، وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن حوالي 300 شخص يتظاهرون عند مدخل المدينة. ورفع الفلسطينيون خلالها شعارات مثل “كلنا غزة”، “أوقفوا العدوان الإسرائيلي على غزة”، و” “غزة تحت النار”.
وأقيمت مظاهرتين في “شفاعمرو”، الأولى نظّمتها اللجنة الشعبية والثانية “التجمع الوطني الديموقراطي”. وكذلك خرجت مظاهرة في مدينة سخنين، فيما شهدت مدينة يافا مظاهرة عند دوار الساعة.
وتظاهر العشرات في “ساحة الأسير” بمدينة حيفا المحتلة تنديداً بعدوان الاحتلال على غزة، ومطالبين بوقفه كما دعماً للأسير خليل عواودة الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية، وذلك بدعوة من “حراك حيفا” و”نشطاء من أجل الأسرى”. وذكرت الصحيفة نفسها أن المتظاهرون الفلسطينيون في حيفا يهتفون “سنواصل طريق الجعبري”، في إشارة الى قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري الذي اغتاله الاحتلال في بداية العدوان. وحشد الاحتلال شرطته ووحدة حرس الحدود بأعداد كبيرة في محاولةٍ لقمع المظاهرات.
رأى الناشط والأسير المحرر أمير مخول، الذي شارك في مظاهرة حيفا أن “ما بدأ العام الماضي يجدد نفسه في هذه المواجهة…شعبنا يتعرض لعدوان ليس ضد الجهاد الإسلامي فقط إنما ضده كله”. ما يعني أن فلسطيني الدّاخل كل محاولات الفصل والأسرلة وسلب الهوية لا يزالون جزءً مهماً من النسيج الاجتماعي الفلسطيني. وأضاف “أعتقد أن المدن الساحلية مستهدفة جداً من قبل إسرائيل وتعد العدة لقمع الفلسطينيين فيها. ولكن هناك استعداداً معنوياً للناس أن يخرجوا للدفاع عن شعبنا في غزة ولرفع صوتهم.
إن تأثير نشاط وتحركات فلسطينيي الداخل يعرف الاحتلال جيداً تأثيره وتهديده، اذ انه أدرك ذلك في معركة “سيف القدس” حين جابت المظاهرات الاسنادية للمقاومة كلّ المناطق ما قلب موازين المعركة وأجبر الاحتلال على التراجع والقبول بوساطات وقف إطلاق النار بعد باتت المعركة على كل الجبهات الفلسطينية.
Discussion about this post