قال مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء السبت، إن محطة زابوروجيه فقدت قدرتها على تزويد الخارج بالطاقة، مما عمق المخاوف بشأن أزمة الطاقة في أوروبا في الوقت الذي أبقت فيه روسيا خط أنابيب “التيار الشمالي 1” مغلقا بدافع الصيانة.
تعليقا على الأزمة المتفاقمة في القارة العجوز، قال تقرير لوكالة “رويترز”، إن روسيا تجعل أوروبا “تتصبب عرقا” بسبب نقص إمدادات الغاز مع قرب الشتاء وتزامنا مع أزمة المعيشة التي تعيشها أغلب الدول بسبب ارتفاع الأسعار.
وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن محطة زابوروجيه، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، انقطعت عن آخر خط كهرباء خارجي رئيسي متبق لها.
بالأمس، أعلنت سلطات مدينة إنرغودار قطع التيار الكهربائي من محطة زابوروجيه النووية إلى مناطق سيطرة نظام كييف نتيجة عطل ناجم عن قصف أوكراني. وفقا للتقديرات الحالية تعمل المحطة بنحو سدس طاقتها الإنتاجية الآن.
تصاعدت الأزمة المتعلقة بالطاقة في أوروبا بسبب صادرات الغاز والنفط الروسية الأسبوع الماضي، حيث أعلنت شركة “غازبروم” الإبقاء على خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى ألمانيا مغلقا إلى أجل غير مسمى بعد اكتشاف أعطال في توربينات الضخ.
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت إن المفتشين المتبقين أشاروا إلى أن أحد المفاعلات في زابوروجيه لا يزال ينتج الكهرباء “للتبريد ووظائف السلامة الأساسية الأخرى في الموقع وللبيوت والمصانع وغيرها من خلال الشبكة”.
اتهمت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت القوات الأوكرانية بمحاولة فاشلة للسيطرة على المحطة، وتواصل قصف المحطة ومحيطها، في سلوك حذرت موسكو من أنه قد يستبب في كارثة.
في الوقت نفسه الذي يصعب فيه تشغيل المحطة بشكل كامل، ذكرت “رويترز” أن التأخير غير المحدود لإعادة تشغيل خط “التيار الشمالي 1″، الذي يمتد تحت بحر البلطيق لتزويد ألمانيا وغيرها، يعمق مشاكل أوروبا في تأمين الوقود لفصل الشتاء حيث تؤدي أسعار الطاقة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.
قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الأحد، إن موسم الشتاء في نصف الكرة الشمالي مع وجود عدد كبير من العوامل غير المؤكدة قد يؤدي إلى زيادات جديدة في الأسعار في السوق.
وأشار نوفاك إلى أن سياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي أدت إلى الوضع الحالي في السوق، مضيفا: “سياسة قصر النظر تؤدي إلى أننا نشهد انهيارا في أسواق الطاقة في أوروبا”.
وحذّر من أن “الأسوأ لم يأت بعد، لأننا ما زلنا في موسم دافئ، ولا يزال أمامنا الشتاء، وهناك الكثير من الأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها”، ولم يستبعد استمرار ارتفاع أسعار الغاز التي اقتربت الأسبوع الماضي من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
من جانبهم، قال وزراء مالية مجموعة الدول السبع – بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة – يوم الجمعة، فرض سقف لأسعار النفط الروسي يهدف إلى تقليص “قدرة روسيا على تمويل عمليتها العسكرية في أوكرانيا ويحد من تأثيرها على أسعار الطاقة العالمية”.
في المقابل، قال الكرملين إنه سيتوقف عن بيع النفط لأي دولة تطبق السقف. وأكد نوفاك أن “فرض قيود على أسعار النفط الروسي” سيدمر السوق. المنتجون الآخرون لا يستجيبون لهذه العبثية بشكل إيجابي”.
وشدد على أن شركات النفط الروسية تستعد لفرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط من روسيا، مشيرا إلى أن جميع الخطط تركز على الحفاظ على الإنتاج.
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن النفط الروسي الذي لن يذهب إلى أوروبا سوف ينتقل إلى اتجاهات بديلة للبلدان التي تعمل وفقا لظروف السوق.
Discussion about this post