غادر الرئيس اللبناني ميشال عون منصبه، اليوم الـ30 من تشرين الأول/أكتوبر، بعد انتهاء ولايته التي دامت 6 سنوات، ليدخل لبنان بذلك مرحلةً من الفراغ الرئاسي، لعدم التوافق على اسم جديد يشغل المنصب بعده.
سنوات عون الست في قصر بعبدا، شهدت تقلبات عدة على الساحة اللبنانية، لتنتهي ولايته باتفاقية وصفت بـ”التاريخية”، وهي ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”.
ما أبرز المحطات التي شهدها عهد عون؟
في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016، انتخب البرلمان اللبناني ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي بسبب الخلافات السياسية على شخصية توافقية.
وبحسب الدستور اللبناني، تدوم فترة ولاية رئيس الجمهورية 6 سنوات غير قابلة للتجديد، لذا تنتهي ولاية عون الرئاسية في 31 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وسط إخفاق البرلمان مرات عدة في انتخاب خلفٍ له، ومخاوف من دخول البلاد في فراغ رئاسي من جديد.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2017، وافق لبنان على عرضٍ، مقدّم من اتحاد شركات يضم “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتك” الروسية، لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في بحره، وذلك في أول جولة من تراخيص التنقيب في البلاد.
وفي نيسان/أبريل 2017، أقرّ لبنان الموازنة العامة، بعدما أخفق في ذلك منذ عام 2005 بسبب الخلافات بين القوى السياسية التي تتقاسم السلطة.
وفي آب/أغسطس 2017، حقَّق لبنان بقيادة عون، إنجازاً وطنياً وأمنياً، بتحرير سلسلة لبنان الشرقية من المنظمات الإرهابية، “داعش” و”جبهة النصرة”، عبر معركة عنوانها “فجر الجرود”.
وفي حزيران/يونيو 2017، أقر في عهد عون قانون انتخابي جديد قائم على النسبية، قسّم البلاد إلى 15 دائرة كبرى، وربط فوز المرشح بفوز لائحته الانتخابية، حيث لم يعد ممكناً الترشح فردياً.
إعادة الحريري من السعودية
في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أعلن رئيس مجلس الوزراء الأسبق، سعد الحريري استقالته من منصب رئاسة الوزراء، خلال زيارةٍ كان يجريها للسعودية، وقال في خطاب متلفز إنه يعتقد بوجود “مخطط لاغتياله”.
وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، دعا عون السعودية إلى “توضيح الأسباب التي تحول دون عودة الحريري إلى بيروت”، وأضاف في بيان صادر عن الرئاسة، أن “لبنان لا يقبل بأن يكون رئيس وزرائه في وضع يناقض الاتفاقيات الدولية”.
في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، عاد الحريري إلى لبنان، وبعد لقائه رئيس الجمهورية تسلّم منصبه من جديد، وعدت استقالته ملغاة، خصوصاً أن عون لم يصادق عليها لاعتبارات أنها جاءت “تحت ضغوط”.
وفي الأثر، جرت انتخابات نيابية وفق قانون انتخابي جديد، في أيار/مايو 2018، وذلك بعد تأجيلها مرتين منذ عام 2013 بسبب الفشل في إقرار قانون انتخابي.
انفجار المرفأ وتردي الوضع الاقتصادي
في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، شهدت الشوارع اللبنانية، احتجاجات إثر تردي الأوضاع الاقتصادية، وانهيار الليرة اللبنانية، وارتفاع الأسعار، في حين أن الحكومات التي تشكلت في لبنان حينذاك، لم تستطع ضبط هذه الأوضاع ولا كبح جماح هذا التدهور.
وفي أيار/مايو 2020، بدأ لبنان مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة إنقاذ اقتصادي شاملة، وجرى التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الجانبين في نيسان 2022، لتمويل بقيمة 3 مليارات دولار تصرف في أربع سنوات.
ووافقت السلطات اللبنانية على شروط صندوق النقد، القاضية بتنفيذ إصلاحات تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد واستعادة الاستدامة المالية وتعزيز الحوكمة والشفافية وإزالة العوائق التي تحول دون نموّ فرص العمل وزيادة الإنفاق الاجتماعي وإعادة الإعمار.
وفي 4 آب/أغسطس 2020 شهدت العاصمة اللبنانية انفجار مرفأ بيروت، وتهشّمت في إثره واجهات المباني وانهارت شرفاتها، وأسفر الانفجار عن آلاف القتلى والجرحى.
اتفاقية ترسيم الحدود
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة، وبوساطة أميركية، ضمن اتفاق إطار بين لبنان و”إسرائيل”، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين الجانبين، فعقدت 5 جولات من المحادثات، قبل أن تتوقف.
وقبل أسبوع، أعلن عون، موافقة بلاده على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل”، بعد مباحثات مع الوسيط الأميركي، واستعاد لبنان من خلالها 860 كيلومتراً مربعاً من حدوده البحرية “ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر لإسرائيل، واستحصل كذلك على حقل قانا كله”، وفق عون.
واختتم بذلك عهد الرئيس عون باتفاق وصف بالـ”تاريخي” بين لبنان و”إسرائيل” على ترسيم الحدود البحرية، وقد وقع الجانبان (كلٌ على انفراد) هذا الاتفاق في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022 في الناقورة.
Discussion about this post