رغم المعاناة التي يمر بها الليبيون بسبب الحالة المعيشية الصعبة في البلاد، يستمر مسؤولو حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في لييبا في الترويج لنجاح حكومتهم بقيادة عبدالحميد الدبيبة.
حيث أعلن مدير عام منحة الزوجة والأبناء في وزارة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة أنه سيتم استهداف 70 ألف عائلة للتسجيل في منحة الزوجة والأبناء. وأشار المدير في تصريحات اعلامية خلال حفل تدشين منظومة المنحة، أنه سيتم فتح المنظومة لتسجيل خلال الايام القليلة القادمة.
وبنظر الخبراء في الشأن الليبي، فإنه ومع جميع ما تواجهه حكومة الدبيبة من فضائح وتهم بالفساد، إلا أن الأخير عازم على الترويج لنفسه عبر هذه المبادرات الكثيرة التي يطلقها ويصرف عليها حفنة مما يتم نهبه من موارد الشعب الليبي.
مسألة ترويج الدبيبة لنفسه تأتي في سياق عمل مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا عبدالله باتيلي لإنجاز مبادرته القاضية بإجراء إنتخابات في لييبا قبل نهاية العام الجاري.
فرئيس حكومة الوحدة إنسان طموح ومثابر على نيل المناصب القيادية والإستمرار بها، بغض النظر عن كفاءته أو الشعبية الضحلة التي يتمتع بها، وهو ما أكدته تصرفاته العديدة منذ لحظة توليه منصبه وفقاً لمخرجات ملتقى الحوار الوطني برعاية الأمم المتحدة في العام 2020.
ومما يدل على كفاءة عبدالحميد الدبيبة، ليس على صعيد الفشل الإقتصادي فحسب، بل على صعيد الفشل الأمني، هو حالة الإستتباب الأمني التي تنتشر ضمن مناطق سيطرة حكومته وميليشياته المسلحة. الحالة التي تتفجر بين الحين والآخر إثر معارك ضارية يخوضها مسلحوه في الأحياء المدنية الآمنة.
حيث تشهد مدينة الزاوية مظاهرات عنيفة منذ أواخر الأسبوع الماضي بسبب الاشتباكات المسلحة العنيفة التي إندلعت بين ميليشيات تابعة للدبيبة، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
الفوضى الأمنية والمظاهرات المندلعة في مدينة الزاوية، شجعت الرافضين للوضع الإقتصادي المتردي للخروج عن صمتهم والإعلان عن إضراب مفتوح إلى حين تحقيق مطالبهم، أيدهم فيها شباب ومشايخ مدينة الزاوية بالأمس وشددوا على دعمهم الكامل لحراك تصحيح المسار.
عبدالحميد الدبيبة الغيور على مصلحة شعبه ومستقبل وطنه قام خلال سنتين فقط بتوقيع الإتفاقيات الإقتصادية والأمنية الطويلة الآجال والتي لا تحقق مصالح للدولة الليبية، بحسب الإقتصاديين، مع تركيا وإيطاليا والولايات المتحدة.
كما قام بتسليم مواطن ليبي للولايات المتحدة في سابقة فريدة من نوعها في تاريخ العالم الحديث، ناهيك عن إنتشار المنظمات التبشيرية الأمريكية في طرابلس والتي كشف عنها جهاز الأمن الداخلي منذ فترة، والتي تتلاعب بعقول الليبيين وتحرفهم عن دينهم الحنيف.
بالإضافة الى مسألة توطين المهاجرين في الجنوب الليبي والتي ضجت بها وسائل إعلام منذ أيام قليلة، حاولت فيها منظمة إيطالية تدعى “آرا باتشي” مدعومة من الحكومة الإيطالية، التخفيف من عبئ المهاجرين على كاهلها عبر توطينهم في فزان الليبية بغض النظر عن مخاطر إحداث تغيير ديموغرافي في البلد الذي يعاني شعبه من قسوة الحياة.
كل هذا والدبيبة باقٍ بدعم غربي أمريكي على رأس حكومته، ولا شك بأنه ماضٍ في الترشح لإنتخابات باتيلي المقبلة، والسؤال هنا: الى متى سيبقى الليبييون رهينة بين يدي الدبيبة وأمثاله، وهل ستشهد ليبيا ثورة شعبية جديدة في المستقبل القريب؟
Discussion about this post