رجم حشد غاضب رجلا أربعينيا بالحجارة بزعم حرقه لمصحف داخل مسجد في قرية نائية في ولاية البنجاب بشرق باكستان، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية اليوم الأحد.
وقال تشودري عمران، الناطق باسم الشرطة الباكستانية، إن خادم مسجد في القرية قال إنه رأى الرجل يحرق مصحفا مساء السبت، وأخبر عددا من السكان قبل إبلاغ الشرطة.
وأضاف عمران أن الشرطة هرعت إلى مكان الحادث، حيث وجدت الرجل محاطا بسكان غاضبين.
حاول الضابط محمد إقبال واثنان من مرؤوسيه اعتقال الرجل، لكن الحشد بدأ في إلقاء الحجارة عليهم، ما أدى لإصابة إقبال بجروح خطيرة، وأصيب الضابطان الآخران بجروح طفيفة.
من جانبه، قال منور غوجار، قائد شرطة مدينة تولامبا في البنجاب، إنه هرع بتعزيزات إلى المسجد، لكنها وصلت بعد أن رجم المتواجدون الرجل حتى الموت، وعلقوا جثته على شجرة, وأن الضحية يدعى مشتاق أحمد، 41 عاما، وهو من قرية مجاورة.
وقال: “كان القتيل يعاني من اضطراب عقلي خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وقالت عائلته إنه يتغيب لأيام، حيث يتسول ويأكل ما يمكنه العثور عليه”، مضيفا أن الشرطة سلمت جثة القتيل إلى عائلته.
وقال ميان محمد رمضان، خادم المسجد، إنه رأى دخانا ينبعث من المسجد المجاور لمنزله، وهو ما دفعه إلى الذهاب لتفقد المسجد.
وأضاف “وجدت مصحفا محترقا، بينما كان الرجل يحاول حرق مصحف آخر. كان المصلون يتوافدون لأداء صلاة العشاء، بينما كنت أصرخ في الرجل كي يتوقف.”
وقال شهود عيان إن عددا من رجال الشرطة وصلوا إلى القرية قبل الرجم، واحتجزوا الرجل، لكن الغوغاء خطفوه بعيدا، وضربوا الضباط الذين حاولوا إنقاذه من بين أيديهم.
وذكروا أن تعزيزات من الشرطة وصلت إلى مكان الحادث في وقت لاحق، واحتجزت الجثة.
وقال غوجار إن محققين يفحصون مقاطع مسجلة مصورة لمحاولة التعرف على المهاجمين، مشيرا إلى أن الشرطة اعتقلت نحو 36 رجلا يقيمون في محيط المسجد حتى الآن، لكن حوالي 300 مشتبه بهم شاركوا في عملية القتل.
وعبر رئيس الوزراء عمران خان عن قلقه إزاء الحادث مشيرا إلى أن “رجال الشرطة فشلوا في أداء واجبهم”، كتب عبر “تويتر” بعد ساعات من الحادث: “لا نتسامح مطلقا مع أي شخص ينفذ القانون بنفسه. سنتعامل مع جرائم القتل الجماعي العشوائية بصرامة كاملة وفقا للقانون”.
تأتي الجريمة بعد أشهر من قتل مدير سريلانكي لمصنع أدوات رياضية في مدينة سيالكوت بولاية البنجاب مطلع ديسمبر الماضي، حيث اتهمه العمال بالتجديف.
وتقول منظمات حقوقية دولية ومحلية إن اتهامات التجديف كثيرا ما تستخدم لترهيب الأقليات الدينية، وتصفية حسابات شخصية, وينص القانون الباكستاني على معاقبة المدانين بالتجديف في البلاد بالإعدام.
Discussion about this post