البداية كانت برحيل القائد حافظ الأسد سنة 2000 وانتخاب الرئيس بشار الأسد في ذاك الوقت وبداية عملية القضاء على شبكات التجسس الأميركية والإسرائيلية والتي توجها الرئيس بشار الأسد بعملية “الياسمينة الزرقاء” التي فككت أكبر شبكات التجسس في الوطن العربي.
والرد أتى من العدو الإسرائيلي وكانت بداية التحولات الإقليمية والقرارات الدولية بمؤامرة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصدور قرار خروج الجيش السوري سنة 2005 من لبنان وضرب حلفاء سورية في لبنان سنة 2006 من قبل العدو الإسرائيلي لمدة 33 يوم والتي أدت إلى تدمير البنى التحتية للبنان وتدمير الجزء الأكبر من الجنوب والضاحية الجنوبية .
في المقابل كان الانتصار الأكبر للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله الحليف الأول لسورية قد أثبت جدارته في المعركة في البحر بضرب ساعر، وفي البر بضرب الميركافا الأسطورية الوهمية للآلة الصهيونية في سهل الخيام وغيره من المحاور.
وفي الرد الصهيوني سنة 2008 اغتيل القائد العسكري للمقاومة في سورية والذي زاد المقاومة إصراراً استمرار الدولة السورية والرئيس الأسد على النهج بدعم المقاومة حتى النهاية.
المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد كانت تعمل على ضرب الكيان الغاصب بعمليات متنوعة بطولية لم يسبق لها مثيل أدت إلى تراجع العدو وبناء جدار فاصل وابتعاده عن محاور الجبهة البطولية لفك الاشتباك.
الوقت والدعم السوري للمقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة جعل من هذا المحور محراباً لجميع دول العالم الداعم للعدو الإسرائيلي وبدأت الضربات تتوالى على العدو.
كان العمل على توريط الدولة السورية باغتيال الحريري على قدم وساق فقاموا بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة وأقاموا الحد على محاسبة المقاومة اللبنانية واتهام حزب الله باغتياله منذ البداية وكان الهدف واضحاً حيث كان المستهدف سورية.
عام2011 صدر قرار المحكمة باتهام أربعة أشخاص من الحزب بالاغتيال.
وعام 2011 وفي قرار دولي بدأت المؤمراة البديلة على سورية والتي سميت الخطة “ب” والتي تحضرت في الغرف السوداء لضرب الاأمة السورية وإنهاكها بحرب ضروس بين الأخوة بالوطن الواحد.
تحققت نتائج في بداية الحرب وأزيل القناع عن وجوه الخونة في الوطن الحبيب سورية وبدء الصراع المصيري الذي لم تشهد له سورية مثيل منذ الاحتلال العثماني .
تفككت المحافظات واحدة تلو الأخرى وسقطت بأيدي الخونة تحت شعارات مختلفة وبائسة طيلة الأعوام المنصرمة وظهرت دويلات تكفيرية وإرهابية فككت الجيش السوري والذي كان الهدف الرئيس بتلك المؤامرة.
دخل الحليف الإيراني والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث بصراع مع الإرهاب مدعوماً من دول العالم مادياً ومعنوياً.
الصراع التاريخي توجه الجيش السوري بانتصارات كبيرة واسترد المحافظات رغم التفكك والإجهاد الكبير.
دخل الصديق التاريخي الروسي سنة 2015 وبدأ باعتراض المقرارات وبدء بتدوير زوايا المؤامرة من كل حد.
انتهى زمن الدويلات وأخواتها في سورية وبدأت صحوة السوريين الذين عرفوا أنهم ألعوبة بيد الغرب والذي أثبت فشله حتى النهاية.
صحوة الخليج العربي والتركي ومشتقاته أثبتت للإدارة السورية خسارة الغرب ومخطاطاته بالمنطقة وربيعه المزعوم أصبح خريفاً انقلب على كيانه وانكفئ ليصلح ذات شأنه وسيفشل.
المنطقة ثبّتت محور الممانعة ودخلت بمنظومة مؤتمر سمرقند. وستدخل بمؤتمرات جديدة في المنطقة بقيادة الصين و روسيا وإيران وسورية لنشهد ولادة جديدة لسورية وليست من الخاصرة .
إنها ولادة طبيعية من الدولة العميقة السورية وقائدها الرئيس بشار الأسد.. وللباقي تتمة..
د. أبو العباس
Discussion about this post