روسيا اليوم تكافح من أجل كل العالم للسير على طريق الحرية والعدالة الحقيقي والتمسك بالقيم الانسانية والرحمة والعطف، ومراجعة النظام العالمي والدولي الاحادي القطب والمناهض للديمقراطية، وإنشاء نظم بديلة تأخذ القطبية الثلاثية في الحسبان التشاركي.
وقد فتحت الفرص أمام العديد من شعوب العالم للتطور من أجل الحد من الفقر والتغلب على الجوع والمرض والحفاظ على الأمن الغذائي وأجبرت الدول الاوروبية على التجارة من أجل المنفعة المتبادلة .
إن العقد التاني من القرن الحادي والعشرين شهد يقظة جديدة في القوى الروسية تحت لواء فلاديمير بوتين لاستعادة روسيا لمكانتها مرة أخرى وإنهاء مرحلة الكابوي الأمريكي من خلال سلسلة من الإجراءات كان منها التدخل العسكري في جورجيا لحماية الأقليات الروسية وضم القرم من خلال الاستفتاء، والوجود العسكري في سورية ونفوذها في الشرق الأوسط ورغبة بوتين في الحصول على تعهدات بعدم امتداد حلف الاطلسي لأوكرانيا واعتبار ذلك تهديداً للأمن القومي الروسي .
والاستفتاء الذي جرى مؤخراً في كل من لوهانسك وخيرسون ودونيتسك وزابوروجيا فقد “أصبحوا سكان تلك المناطق مواطينينا إلى الأبد” على حسب ما أكده الرئيس بوتين ويجب على سلطات كييف اليوم على التعامل مع هذه الإرادة الحرة للشعب باحترام فذلك هو السبيل الوحيد للسلام .
إن هذا الانضمام جاء نتيجة قوة الإرادة لملايين الأشخاص الذين يعتبرون انفسهم جزءاً من روسيا بحكم ثقافتهم ولغتهم وتقاليدهم .
لقد رفضت روسيا إدانتها واستخدمت حق النقض “الفيتو” اتجاه المشروع الذي دعت له الولايات المتحدة الأميركية “عدم الاعتراف بالضم المزعوم” واعتبرت الضم عودة المناطق لوطنهم الحقيقي والتاريخي .
إن هذا الإستفتاء سيغير السياق الجيوسياسي في أوروبا وسيعيد رسم الحدود وخريطة العالم بأكملها .
وقد كان خطاب بوتين التاريخي الذي سيحفظه العالم لأجيال وأجيال كشافاً قوياً يظهر حقيقة الغرب ونضاله من أجل الحفاظ على النظام الاستعماري الذي يسمح له بنهب العالم والسيطرة عليه بقوة الدولار واحتكار التكنولوجيا، وإن العدو الأكبر لأمريكا التي تتحكم بأوروبا وبمصيرها رغم التأثير السلبي لتلك التبعية على شعوب الاوروبية وظهر جلياً في مسألة الغاز ونقص الطاقة والمواد الأساسية وزج الغرب في واجهة الصراع فأميركا لا تحارب بجيشها وإنما بأوكرانيا والأوروبيين، وما يخيفهم هو الدول المستقلة والثقافات والحضارات الأصلية والقيم التقليدية.
ووجه بوتين رسالة للعالم الغربي إما التفاوض او الاستمرار، ولن تكون تلك الاستمرارية في تحرير الأراضي وحسب وإنما هي الحرب ضد الأفكار الليبرالية الغربية المتوحشة التي ستقضي على البشرية وتطلق دين الشيطان الذي يحارب الأخلاق والقيم الإنسانية والأسرة .
إن بوتين يعيد الاعتبار لشعوب العالم وروسيا تحمل لواء النضال عوضاً عن العالم كله وتحمل مسؤولية المجتمع الدولي والشعوب وتحاول كما قال بوتين: “إنها ستتبذل قصارى جهدها لاعادة هؤلاء المتهورين إلى رشدهم وستتمسك بالقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والأسرية”.
نحن مع روسيا وبوتين فمصلحتنا تقتضي كسر أحادية القطب الواحد بالعالم وإنهاء سيطرة أميركا الراعي الأول للقتل ونهب ثروات الشعوب.
Discussion about this post