من منطلق المصلحة وقناعة سوريا الراسخة كشعب وقيادة بقضية المقاومة المبدأي ،تأتي عودة حماس كعودة الابن الضال لحضن سوريا وذلك لمواجهة المشاريع الصهيونية والتنمر الامريكي الذي يستهدف المسالة الفلسطينية والمنطقة كلها.
خاصة بعد حالة العزلة التي اضحت بها حماس ودول عديدة التي صعقتها بعلاقاتها مع اسرائيل .
ورغم استياء البعض من عودة حماس واستئنافها للعلاقات مع دمشق بعد انقطاعها على أثر إعلان خالد مشعل تأييده لما يسمى الثورة السورية بشكل علني وواضح ورفع علم “الثورة” في قطاع غزة برعاية مرسي في 8كانون الاول2012،
وانخراطها بالمشروع الوهابي الاخواني لتدمير سوريا وانتماء الكثير من قياداتها للاخوان على حساب قضايا المقاومة وانتقال بعض قياديها إلى تركيا وقطر ليكونوا ادوات في يد اطراف العدوان الرئيسية، ودورها الداعم للحرب على سوريا بمواقفها وانحيازها الاخواني او لجهة دعمها للمسلحين،
وجاء نفي حماس لهذه المسألة واعتبارها اعمالا فردية كجزء من النقد الذاتي لما قامت به من دور خطير في المشروع الذي استهدف سوريا.
وفي عز الخلاف مع الدولة السورية ظلت العلاقة الايجابية مع حزب الله وايران هدفا علنيا بالنسبة لقيادة الحركة وارتبطت حماس معهما بصلة وثيقة جعلهما يلعبان دورا بارزا في الوساطة لاعادة العلاقات مع سوريا لتعزيز قوى المقاومة وتوحدها ،وجاء لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيه قبل اشهر ضمن مساعي الحزب لاعادة العلاقات بين سوريا وحماس ،نظرا
لواقع الظروف الصعبة وتسارع عمليات التطبيع وتمدد اسرائيل في بناء علاقاتها مع الدول العربية والتموضعات الدولية الجديدة واستئناف العلاقات الاسرائيلية التركية ، وكان المسعى الايراني ووساطته بالتعاون مع حزب الله دورا في اعادة ترتيب صفوف حلفائه وتحسين وتمتين محور المقاومة .
اضافة الى تصاعد عمليات المقاومة في فلسطين ومحاولات “اسرائيلية” للقضاء على قوى المقاومة بالتعاون والتنسيق مع دول عربية ما جعل قوى المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس لاعادة النظر في تحالفاتها وخاصة ان تحالفات حماس كانت مع دول تقيم علاقات مع العدو الصهيوني وامريكا واقتصر دعم هذه الدول لحماس بتنفيذ أدوار لخدمة ما سمي بالربيع العربي وصفقة القرن ،فانحرفت البوصلة لصالح عدونا الوجودي .
ان المنطق يتحقق في أن تكون حماس والدولتان السورية والايرانية وحزب الله في جبهة واحدة
ولكن طريق المنطق لايمر إلا عبر من وضع قواعد المقاومة وبدأها وحمل رايتها وقدم سيلا من الشهداء على مدار عقود وعقود وصولا إلى نسور الزوبعة وما قدمته على الجبهات السورية من خلال القتال بجانب الجيش العربي السوري والتصدي للجماعات الارهابية أدوات المشروع الصهيوني في تفتيت المنطقة على اساس عرقي وطائفي .
فالحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تقوم عقيدته على اساس مقاومة يهود الداخل والخارج وان “اسرائيل” جسم سرطاني في أمتنا و بعد حركة التغيير التي جرت داخله ليعيد للحزب دوره في المقاومة وبدأ عمليا بالعودة الى ساح الجهاد والتصدي لثقافة الاستسلام لا يمكن الا ان يكون ضمن محور المقاومة ومقاومة التطبيع خاصة ان انتشاره في كل كيانات الامة المستهدفة من قبل العدو الصهيوني .
أن تعزيز محور المقاومة وتحصينه يكون بوحدة جميع قوى المقاومة وانخراطهم بمحور واحد فقوة كافة القوى المقاومة قوة للمحور وتعزيز لدوره .
وجاءت موافقة الدولة السورية على عودة العلاقات مع حماس وفق شروط بعد الانتخابات الاخيرة التي حصلت للحركة التي بها تم تجديد المكتب السياسي والاقرار باجماع القيادة الجديدة باعادة العلاقة مع سوريا بدفع من الجناح المقاوم وليس الاخواني ،
وتقديم نفسها (الحركة) كمقاوم وليس كمن يتاجر بملف المقاومة وأن تدشن هذه العلاقة على المستوى الاعلى في لقاء قياديين رفيعي المستوى من حماس.
إن هذه الخطوة مهمة للطرفين حيث ستعيد لحماس الدعم السوري بعدما سدت أبواب كثيرة بوجهها وطلب تركية وقطر من العديد من قياديها المغادرة ، فيما دمشق وكافة اطراف محور المقاومة تكون قد عززت موقفها ضد اسرائيل في العمق الفلسطيني وبذلك تستطيع مواجهة اسرائيل حيث أن الجناح المقاوم في حماس يقوم بضرب العمق الاسرائيلي .
وإنه لمن الضروري تعزيز التحالف مع روسيا التي كانت ضمن محور مكافحة الارهاب، وكانت حليفا حقيقيا اضافة الى الموقف الصهيوني المعادي لروسيا في حربها ضد اوكرانيا، مما أدى إلى قيام روسيا بعدة إجراءات ضد “اسرائيل” على اعتباران حربها ضد اوكرانيا حفاظا على الامن القومي الروسي فأضحت العلاقات الروسية “الإسرائيلية” في وضع متأزم وتصاعد التعاون الروسي الإيراني وخاصة في المجال العسكري ما جعل موسكو تستفيد من تطور الصناعات العسكرية الإيرانية ما ساهم في تفوق عسكري روسي بالحرب.
وبما أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي الجامع لكل الطوائف والاثنيات والمنتشر في كل كيانات الامة دوره الاشمل والأعمق في المقاومة وتعزيز ثقافة المقاومة وتحقيق التكامل في محوراً مقاوماً حقيقياً ينظر للعدو الصهيوني كعدو وجود لا عدو حدود فقط، فإن وجوده في محور المقاومة ضرورة لاكتمال أضلاع المقاومة وإلا بقي مختل التوازن وناقص للبعد الثالث .
Discussion about this post