تحت العنوان أعلاه، نشرت “إكسبرت رو” مقالا حول إبقاء موسكو أبواب التعاون مع أوروبا مشرعة.
وجاء في المقال: الذكرى السنوية الستين لأزمة الكاريبي مناسبة لمقارنات مقلقة، وللبحث عن أبعاد أخرى. فلم يؤد الخوف من قيامة نووية في العام 1962 إلى وضع الأساس لاستراتيجية التعايش بين النظامين دون اللجوء إلى حلول متطرفة فحسب، بل أدى أيضا إلى رفع علاقات الاتحاد السوفيتي مع أوروبا إلى سوية غير مسبوقة من التعاون الاقتصادي.
دخلت أوروبا الغربية في سلسلة من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية مع موسكو، كانت جوهرتها “صفقة القرن”: “أنابيب الغاز”. لم يول الأوروبيون أي اهتمام للحظر الذي فرضته واشنطن. بل بدأوا في إمداد الاتحاد السوفيتي بأنابيب ذات قطر كبير مقابل حصولهم على الغاز من الحقول في غرب سيبيريا.
وضع هذا التعاون الأساس لعقود من الصناعة الأوروبية المزدهرة المبنية على الطاقة الرخيصة القادمة من الشرق. وكان يمكن أن تستمر هذه القصة إلى الأبد، بعد أن اكتسبت روسيا مكانة دولة طاقة والتحول غير العقلاني في إنتاج الطاقة الذي أعلنته أوروبا. لكن أوروبا في بداية القرن الحادي والعشرين فقدت استقلاليتها للمرة الثانية وخضعت لسيطرة مشددة من واشنطن.
في خطابه في منتدى فالداي، ذكر بوتين بشكل مباشر أن من شأن “عالم متعدد الأقطاب فقط أن يتيح لأوروبا استعادة استقلاليتها”، ما يعني أن كل من يرغب يمكنه العودة إلى فكرة أوراسيا موحدة ومسالمة.
فلاديمير بوتين يعبر باستمرار عن أن أوروبا تبقى شريكا محتملا لروسيا، ولا يقطع إمدادات الطاقة عن العالم القديم. بل يقترح تشكيل قنوات بديلة من خلال مركز تركي، وفي الوقت نفسه يجذب تركيا إلى العملية.
الحقيقة هي أن اتحاد روسيا مع أوروبا في اللعبة الجيوسياسية الكبرى يشكل خطوة تحل بشكل أساسي مشكلة الهيمنة الأمريكية. هذا تحالف من شأنه وحده أن يتيح لأوروبا الحفاظ على ثقافتها الصناعية وقوتها، ويفتح، في ظل ظروف جديدة، أسواق الجنوب الواسعة للأوروبيين. أما بالنسبة للولايات المتحدة، ففقدان نفوذها على العالم القديم سيعني الفشل الذريع لفكرة النظام العالمي أحادي القطب. في جميع أنحاء العالم، جاهزون منذ فترة طويلة لسقوط القوة المهيمنة والانتقال إلى بناء عالم متعدد الأقطاب.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
Discussion about this post