بعد أن مضى على الحرب في سوريا العقد ونيف كيف استطاعت دمشق ان تصمد إلى هذا الحد علما أن دمشق كانت على أكثر من جبهة واحدة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية على المستوى الداخلي والخارجي، وأهم جبهة كانت تتعامل معها دمشق هي جبهة الاعتداءات الصهيونية، ومحاولة لجم سياستها تجاه دمشق بالطرق القانونية والسياسية، وليس بالتصعيد و بذات السياسية في بطشها وضربها قواعد القانون الدولي بعرض الحائط، وبدعم أمريكي سواء في عهد أوباما وترامب وحتى في العهد الحالي المتصدع في سياسية بايدن اتجاه قضايا الشرق الأوسط، حيث لا يخفى على أحد اليوم إن الكيان الصهيوني وأمريكا هما وجهان لعملة واحدة، وعبدة هذه العملة والزحف المصحوب بالذل والخنوع والذل و العار من الدول التي سارعت للتطبيع مع عدو قتل ومثّل بالشعب العربي، ويسعى لتشتيته إجتماعيا، وقوميا، وعرقيا، وأخلاقيا، السؤال الذي يطرح يوميا على مسامعنا لماذا دمشق لا ترد على الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، ماذا عن دور الحلفاء في هذه المسألة، لماذا تكتفي دمشق فقط بالتصدي على الاعتداءات وإدانة الإرهاب الذي يتكرر بشكل يومي او حتى أسبوعيا.
دمشق تمتلك من الثقافة السياسية والاستراتيجية العسكرية ما يكفي ويزيد للتعامل مع العدو، سواء كان داخليا، او خارجيا أي أن النصر لا يرتبط ارتباطا وثيقا بالرد المباشر، او التصعيد العسكري مع الكيان الصهيوني إذا كان النصر من وجهة نظر العدو الصهيوني تكرار الاعتداءات ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة في الداخل السوري لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي، فهذا ليس بفوز او حتى نصر فلكل دولة استراتيجية للوصول إلى نصر حتمي لا يختلف عليه اثنان، فالحرب العسكرية التقليدية إنتهى مفعولها وأصبحت في مهب الريح، الذي لم يترك منها إلا الغبار الذي تتكئ عليه الاستراتيجية الصهيونية في فشلها المستمر في الوصول إلى نتائج مرضية لنفسها.
عدة أمور تكتشف لما مدى فشل العدو الصهيوني في الوصول إلى تحقيق رغبته في الوصول إلى نتائج مرضية.
لماذا هي الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، إلى أي مدى وصل الكيان الصهيوني من الانزعاج والقلق والارتباك في عودة سوريا تدريجيا ،وتعافيها من المخططات التي كانت تنفذ ضدها لإسقاطها وفشلت فشلا ذريعا، إلى أي مدى وصل حد التهديد الأمني الذي يطال الكيان المزعوم من دعم سوريا المتواصل الفصائل المقاومة، الذي لم يقف منذ بدء الأزمة السورية وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية التي تشكل عائق كبير أمام سوريا إقتصاديا وعسكريا، إلى أي مدى وصل خوف الكيان الصهيوني من تطوير المؤسسة العسكرية التي باتت متعافية وعائدة بقوة، مع اكتسابها خبرة على مدار العشر سنوات الأخيرة من خبرة ميدانية شاملة أجرتها على أكثر من جبهة، واكثر من دولة جابهتها وانتصرت ميدانيا على قوات الإحتلال التركي الذي يسانده الناتو، المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة بأحدث الأسلحة الأمريكية، وبتوجيهات من البنتاغون وبتدريب من المؤسسة العسكرية الأمريكية.
ولكن يبقى السؤال الأهم الذي يقتضي الإجابة عنه بشكل واضح لماذا دمشق لا ترد على الاعتداءات الصهيونية و ما هو دور الحلفاء في إدارة الغرف العسكرية المشتركة.
بعد فشل المحاولات الصهوينة في إسقاط دمشق من دعم عسكري وإداري ومالي للمجموعات المسلحة بالطريقة الغير مباشرة عن طريق دول الخليج المستعربين.
إن جر سوريا لساحة القتال لإشغال دمشق بأكثر من جبهة و إنهاك المؤسسة العسكرية لتحقيق الرغبة الاستعمارية للصهيوأمريكية وقتل روح المقاومة والمطالبة بالحقوق العربية والمطالبة بالأراضي المغتصبة وإنهاء دور سوريا في المنطقة لدعم دمشق للقضية الفلسطينية.
الإحتمال الثاني لعدم وجود رد واضح وصريح عن دور سوريا والحلفاء في الرد الواضح على الاعتداءات الصهيونية، قد يكون لروسيا موقفها الخاص إتجاه الصهاينة واليهود لاحتلال روسيا المرتبة الثالثة من حيث عدد اليهود على أراضيها والعلاقات الروسية الإسرائيلة، حتى وضعت روسيا احتمالية وصل اليهود الإسرائيليين إلى روسيا بعد الساعة الأولى من قيام حرب ضد العدو الصهيوني.
اما الموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية فكان واضحا بالنسبة للجميع حيث قامت بشن هجمات عدة على مواقع أمريكية وإسرائيلة الإدارة.
اما ما يرغبه الكيان هي في كشف الأسلحة التي تستخدمها سوريا في دفاعتها، استنزاف المزيد من المعدات العسكرية، إستغلال الأزمة اللبنانية في استباحة الأجواء البحرية والجوية لتنفيذ عدد من الضربات وبذلك تتفادى الضربات الموجهة لإسقاط الطائرات الحربية.
المقال يعبّر عن وجهة نظر الكاتب.
Discussion about this post