اليوم هو ولادة النهضة السورية القومية الاجتماعية، ولادة معنى وقيمة وجودنا، ولادة الإنسان الذي عرف ذاته وحدد وجهته وأدرك حقيقته،
ولادة الحرية، حريتنا في صنع مستقبلٍ خالٍ من العبودية والتبعية والتخلف والفردية الأنانية. ولادة الواجب، واجب الفرد المجتمعي تجاه مجتمعه وحزبه ومؤسسته لتبقى ناهضة تؤدي دورها في المحافظة على المناقبية والمبادئ والقيم السامية، ولادة النظام الجديد لإنسان جديد يحقق المثل العليا أينما وجد، ولادة القوة قوتنا الفاعلة قوة إرادتنا في التغيير والتأسيس للتغيير. فنهضتنا قوية ترتكز على قواعد متينة وأسس صحيحة ومبادئ معلنة مهما حاولوا طمسها ستبقى الأقوى لأنها الحقيقة الراسخة في تاريخ سورية، وهي رسالة نحملها لأجيال لم تولد بعد.
وما نعيشه الآن لهو دليل واضح على صوابية دعوة الزعيم، وبخاصة ما جاء في المبادئ الإصلاحية.
وتمضي أعوام وعقود، وينهل العز من منابعنا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة، ندخل عامنا الأول بعد التسعين وكلنا تصميم للعودة إلى ساح الجهاد عملياً وجعل المؤسسة ورشة عمل للإصلاح الإداري والتغيير، ورفض كلّ المحاولات والدّعوات التي يراد بها التسييس والتبعية، مهما أوهمونا بصالحها وأنها معالجة لآفات التفرقة؛ فنحن نسعى لبناء العضو المناقبي وبتر العضو الفاسد ليتم التأسيس النفسي المتواصل، فللحزب السوري القومي الاجتماعي إرادة وتصميم يطرح بها كل وهن، وكل جبن، وكل التواء يعلق به في مراحل سيره نحو الانتصار.
لذلك الحزب يدافع اليوم عن ثبات إرادته بعد عقود من الاحباط والانحلال والبيع والشراء… يدافع عن ثبات القوميين، وعن جرأة من عارض واتخذ موقفاً يليق بالأحرار بوجه المأجورين المرتهنين لجهات معينة… يدافع عن قرار دفع ثمنه القوميون ملاحقات وتهديدات وأذى، قرار برهن أنّ الذين كانوا لم يكونوا مطلقاً أبناء العقيدة السورية القومية الاجتماعية.
لذلك، وانطلاقاً من التأكيد على النهج وصحة الخيارات، فإنّ حزبنا لن يتوانى عن القيام بواجباته تجاه ثوابتنا، وعن معركة الصراع في كامل ساحات الأمة والتصدي لكل الاتفاقات المذلة ومفاعيلها، وعن اعتبار خيار المقاومة هو قضاء وقدر علينا.
ولتحقيق الاستراتيجية الحزبية وضمان سيرها، وضعنا الخطة السياسية لتحديد المعايير والأسس لتحالفات الحزب السياسية في الأمة وخارجها، ووضعنا إطاراً عمليّاً لآليات التحالف السياسي وتحديد الأولويات في الخطة السياسية، وصياغة الدور في المدى القريب والمتوسط، وإعادة الاعتبار لدور الحزب بعد أن كان محصوراً في الكيان اللبناني الذي أراده البعض لتحقيق مصالحه الفردية.
كما أنه تم تحويل الحزب لورشة عمل كبيرة للتأسيس، وللتغيير عن طريق الإصلاح الإداري والتعديلات الدستورية الشاملة التي تلبي طموحات وتطلعات القوميين.
ونحن من موقعنا نتوجه إلى القوميين في الأمة وعبر الحدود ونقول لهم: مهما عظمت التحديات والمخاطر، وعصفت بنا الصعاب، عليكم المضي بثبات وعزيمة نحو واجبكم الصراعي كل بحسب قدراته الذاتية وامكاناته وموقعه، وإن تقديم الأعذار والتخلي عن مهامكم لأي سبب كان لايلغي مسؤوليتكم التي أقسمتم عليها، وهو أمر مرفوض لا يليق بكم بصفتكم أبناءً لمدرسة أنطون سعاده.
وعلينا ان نكون جاهزين، ولاسيما في ظل الظروف المتوقعة في منطقتنا والأخطار التي تهددها، من أجل التصدي لأي حدث أو خطر تتعرض له الأمة.
ولنجعل من وقفات العز صروحاً ودروباً نسير فيها نحو الانتصار لأجل إنسان جديد تنتفي منه الأنا، وترتفع فيه قيم الحق والخير والجمال…
مبارك عليكم أيها القوميون يوم التأسيس الذي ندين له وعياً قومياً اجتماعياً، وحركة نهضة تعمل بضراوة وعناد، ذلك اليوم الذي أراده سعاده منعطفاً تاريخياً في حياة هذه الأمة التي أراد لها الحياة العز.
رئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي عامر التل
Discussion about this post