كتب نائب رئيس الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، أوليغ كاربوفيتش، في “إزفيستيا”، حول أعباء الصراع في أوكرانيا على الناتو والغرب ككل، وتوقع انهيار نظام العقوبات.
وجاء في المقال: ليس من دون سبب، يشعر معظم الخبراء بقلق من زيادة توسع الصراع في أوكرانيا بتورط مشاركين جدد فيه. بالطبع، مثل هذا الاحتمال موجود، وتوسع جغرافية الأعمال القتالية يثير أمام الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو مسألة إيجاد مسار متوازن. فمن ناحية، يجب على الحلف الاستمرار في مساعدة كييف؛ ومن ناحية أخرى، يجب منع تحول العملية العسكرية الخاصة إلى حرب شاملة يشارك فيها اللاعبون الكبار.
في الآونة الأخيرة، بات الحفاظ على التماسك السياسي بين أعضاء الناتو يشكل تحديا كبيرا للحلف. كما وتواجه دول الاتحاد الأوروبي مشكلة مشابهة. مع استمرار الصراع، تفكك وحدة صف الاتحاد الأوروبي، بسبب عدم وجود توافق في الآراء فيما بينها بشأن الاستراتيجية المستقبلية. ومن المفترض أن المواقف سوف تختلف بشكل جدي. فمن المرجح أن تستمر بلدان وسط وشرق أوروبا في الإصرار على سياسة صارمة وعقوبات ضد بلدنا؛ وفي الوقت نفسه، أن تكون معظم دول أوروبا الغربية أكثر تحفظا فيما يتعلق بمبادرات “الأوروبيين الشباب”، العدوانية.
لقد انهكت الأبعاد الاجتماعية والسياسية للأزمة الأوكرانية، في الواقع، الدول الرائدة في الاتحاد الأوروبي. بروكسل، بالطبع، تخصص الأموال لتغطية النفقات الطارئة، لكن هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. فسكان عدد من البلدان قلقون حقا من احتمالات ارتفاع أسعار الخدمات والأغذية والأدوية والسلع الأساسية الأخرى. في بعض الدول الأوروبية، عبر الناخبون عن موقفهم بوضوح شديد، والتعبير عن ذلك بدأ يأخذ طابعا منهجيا. وفي حال فشل أعضاء الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على الدعم المشترك للمواطنين والشركات الأوروبية، فإن نظام العقوبات سيكون في خطر. لن يرغب مواطنو الدول الأوروبية في حرمان أنفسهم من الرفاهية التي ألفوها، وسوف نرى ما يؤكد ذلك قريبا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
Discussion about this post