قالت مجلّة ” فورين أفيرز” الأميركية إنّه خلال العام الماضي كانت تركيا الحليف الأكثر إرباكاً للحلف الأطلسي، فالحرب في أوكرانيا وضعت روسيا من جديد كالعدو المشترك للحلف ومهدّت الطريق أمامه لتوسيع عدد المنتسبين إليه.
وأشارت المجلّة في تقرير لها، إلى أنّ تركيا أبقت على علاقتها بروسيا وحتى هددت بمنع ترشيحات السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
كما أضافت أنّ تركيا هددت ببدء عملية عسكرية شمال سوريا لمواجهة حلفاء الولايات المتحدة، وكذلك بقيت علاقتها متوترة مع الإتحاد الاوروبي وأصدرت تهديدات جديدة لليونان.
وأوضحت المجلّة الأميركية أنّه على الرغم من أنّ هذه التحركات مثيرة للجدل في الغرب، إلا أنّها تحظى بشعبية عامة في تركيا، وقد تكون خطوات لصالح مرشحي الانتخابات إذ أن السياسة الخارجية أصبحت وسيلة فعالة لصرف انتباه الناخبين عن أزمات متعددة في الداخل.
الانتخابات التركية
أمّا بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشارت الصحيفة إلى أنّ كل شيء يتعلق الآن بالانتخابات.
هذا وقد يشكل فوز المعارضة شكلاً من أشكال تغيير النظام، بالنظر إلى أن قادتها يدعمون استعادة النظام البرلماني في تركيا وتقليص السلطات الرئاسية.
كما توحي تحركاته الأخيرة في السياسة الخارجية إلى أنه لديه أيضاً العديد من الأوراق للعبها، وقد يسعى إلى صنع أزمة بما في ذلك مع الغرب لتغيير المزاج المحلي.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة “بوليتيكو”، في تقرير، أنّ “الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يجرّ بلاده نحو حربٍ غير ضرورية، ويتلاعب بالمحاكم ضد منافسيه، بعد تحطيم الاقتصاد التركي وإفقار الطبقة الوسطى التي أثراها هو نفسه”.
وأوردت “بوليتيكو” أنّ ذلك يأتي في إطار “حملةٍ قاسيةٍ من قبل إردوغان للتشبث بالسلطة في عام 2023، عام الذكرى المئوية للجمهورية التركية”.
وأضاف التقرير أنّ “هناك احتمال جدي للتغيير السياسي لأول مرة منذ وصول حزب العدالة والتنمية المحافظ، الذي يتزعمه إردوغان، إلى السلطة في عام 2002.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإنّ “إردوغان، الذي حكم بيده الاستبدادية بشكل متزايد بعد تعديل الدستور لإنشاء نظام رئاسي يخدم مصالحه، يواجه مشكلةً سياسية خطيرة، حيث يكاد حزب العدالة والتنمية يحصل على دعم بنسبة 30% فقط”.
ولذلك، “قام إردوغان بعدّة خطوات من أجل المحافظة على الرئاسة ولتحقيق سياسته”، بحسب تقرير “بوليتيكو”.
يشار إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حدد تاريخ 14 أيار/مايو كموعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا.
Discussion about this post