شرّعت استقالة نائب الوزير آفي معوز، الأبواب لمزيد من الانقسام السياسي داخل كيان الاحتلال، منها وصل إلى حد مطالبة بقية الوزراء في الحكومة إلى الاستقالة. وتقول صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها، ان “اللبنة الأولى تسقط، الأكثر تطرفاً، في ائتلاف الأحلام اليميني لنتنياهو، تسقط، عندما تم كشف نتنياهو في حالة ضعفه كزعيم معزول في المجتمع الدولي”.
النص المترجم:
في قمة الأنباء السيئة التي تنتجها حكومة نتنياهو السادسة، برز أول أمس نبأ جيد: استقالة نائب الوزير آفي معوز، ممثل حزب المتعصبين المعادين للمثليين “نوعام”، ومثل كثيرين قبله وبعده، اكتشف معوز أن وعود رئيس الحكومة السياسية استهدفت حل مشكلات آنية وليس التحقق في الواقع.
الاتفاق الائتلافي الذي وقعه نتنياهو ومعوز وعد بتعميق التهويد في جهاز التعليم، وأن البرامج غير الرسمية له تم وضعها في يد نوعام، إلى جانب تشكيل “سلطة للهوية القومية اليهودية”، وهي خطوة أولى في الدفع قدماً بحلم معوز لمحاربة شاملة “للتقدم” الذي كشف قبل بضعة أسابيع في ملحق هآرتس. في رسالة استقالته من الحكومة، اشتكى معوز من عدم تحقق أي شيء. “لم تكن هناك نية جدية” لإقامة السلطة التي كانت تستهدف إعادتنا إلى العصور الوسطى، وحتى الوعد بـ “إعادة الأب والأم إلى النماذج الرسمية في وزارات الحكومة” لم تنجح. “الوالد 1 والوالد 2” سيبقيان في مكانهما.
لكن بغض النظر عن وقف خطط الإكراه الديني للحاخام تسفي تاو وتلاميذه، فإن استقالة معوز، إذا دخلت وبحق إلى حيز التنفيذ، ستثير أملاً أكبر بكثير. ها هي اللبنة الأولى تسقط، الأكثر تطرفاً، في ائتلاف الأحلام اليميني لنتنياهو، تسقط عندما تم كشف نتنياهو في حالة ضعفه كزعيم معزول في المجتمع الدولي، يقف بعجز أمام موجة احتجاج ضد خطته لتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية، الانهيار الاقتصادي الذي حدث بسبب انقلابه النظامي والآن أيضاً حريق كبير في “المناطق”-الضفة الغربية، الذي تم إشعاله في الواقع في فترة “حكومة التغيير”، لكن نتنياهو أكثر من ضخ الوقود والصواعق له.
ما زالت الأغلبية في ائتلاف نتنياهو على حالها، ويمكنه تمرير قوانين الانقلاب النظامي في الكنيست، ولكن شركاءه في الائتلاف يشخصون ضعفه ويكتشفون أن وعودهم لناخبيهم كانت بدون أي غطاء، ويضايقونه بالتهديد بالأزمات والسير على الحافة ومشاريع قوانين محرجة بعد شهرين فقط على أداء الحكومة لليمين. هوية حكومة اليمين الأيديولوجية أضعف مما ظهرت عند أداء اليمين. وحملة نتنياهو لتدمير الدولة كعقاب على محاكمته الجنائية أصعب مما هي متوقعة.
المناورات والخداع والتحايل التي استهدفت كسب يوم آخر وعنوان آخر، والتصويت الوهمي على ميزانية الحكومة من أجل الوفاء بالموعد النهائي؛ والوعد للأمريكيين والمصريين والأردنيين بكبح الاحتلال والاستيطان الذي تم نفيه على الفور، كل ذلك إنما يذكر بمرحلة متأخرة جدا في ولايات حكومات إسرائيل. والأخطر أن نتنياهو سيجد صعوبة في تجنيد الجمهور خلفه إذا تصاعد الوضع الأمني إلى مواجهة واسعة مع الفلسطينيين، أو اشتعال مع إيران و”حزب الله”. صلاحياته ستتقوض أيضاً في نظر رؤساء أجهزة الأمن الذين أرسلهم أول أمس إلى العقبة مع وعود فارغة، ومن المؤكد أنه سيلقي عليهم المسؤولية عن موجة العنف الصعبة في “المناطق”. لم يتحمل نتنياهو المسؤولية في أي يوم عن إخفاقات أو عن خطوات غير شعبية، فقد اختبأ دائماً وراء كبش فداء، وهذا ما سيفعله الآن أيضاً.
يجب أن تنبع استراتيجية عمل الاحتجاج من هذا الواقع؛ كسب الوقت إلى حين انهيار الحكومة بضغط الاختلافات بين مركباتها، إما أن يسعى نتنياهو إلى صفقة ادعاء ويقدم استقالته. وفي الوقت نفسه لا يمكنه إرضاء شركائه في اليمين المتطرف والحلفاء الأمريكيين والعرب أيضاً، الذين يتعلق أمن إسرائيل بدعمهم، أو أن يطبع أوراقاً نقدية بدون قيود للحريديين في فترة أزمة اقتصادية التي ستمس بمصوتي الليكود. ولكن المعارضة لا يمكنها الانتصار على الحكومة بالتصويت في الكنيست، على الأقل إلى حين سقوط لبنة أخرى في السور. لذلك، يجب أن يستمر الاحتجاج ويزداد. استقالة معوز لا تغير قاعدة ائتلاف نتنياهو في هذه الأثناء، ولكنها تفتح فيها ثغرة أولى وتشجع على الأمل بأن يأتي آخرون بعده.
المصدر: هآرتس
الكاتب: ألوف بن
Discussion about this post