من يفيدنا ويسهم بحل الالغاز؟…
الرجاء الا تمطرونا بتنظيرات ومبررات استراتيجية الصبر الاستراتيجي والبصيرة الثاقبة ومشتقاتها ….بحق السماء… فقد سمعناها وهضمناها واتخمنا من تكرارها…..فماذا بعد؟؟
ونستحلفكم الا تقولوا لنا بانتظار مراكمة السلاح وتطويره فقد حسم القضية واجابكم فارس القدس وشهيد المقاومة الجنرال قاسم سليماني وقال؛ الحرب لا يحسمها السلاح بل الرجال وعقيدتهم وذكائهم وقدراتهم على الفعل…
الا نجد في كلام سليماني ما يشفي الصدور؟؟ الا تمثل لنا منهجا وحافزا لنعود الى الجذور فنسعى معا الى حل الالغاز، واكتشاف السر في ان….
يصنع النصر الرجال لا السلاح هكذا كانت دروس وعظمة المقاومة الاسلامية اللبنانية فقد قاتلت ببقايا سلاح منظمة التحرير والاحزاب واشتقت الانتصارات الاعجازية…
وتصنع المقاومة انتصاراتها الكبيرة والاعجازية من مراكمة الانتصارات الصغيرة في المعارك بين الحروب لا في الحروب الجبهية والنظامية المباشرة، ولا في مبارزة سباق التسلح ونوعيات السلاح وتلك اهم قواعد حروب المقاومات واسباب الانتصارات في كل التجارب الثورية والمقاومات.
وتخسر المقاومات والانصار الحروب عندما يتحولون الى الانتظارية والدفاعية ويهدون عدوهم افضل ما في عقولهم واستراتيجياتهم بتمكينه من ان يقود هو المعارك بين الحروب…
ويتركون له ما ابدعه القائد التاريخي المؤسس للمقاومة حافظ الاسد الذي اتقن واذهل العالم باستراتيجية اللعب على الحافة، فلماذا تغدو استراتيجية إسرائيلية؟؟
السنا في هذه الحال؟ وهل يخفي الغربال نور الشمس؟
لنكف عن البحث عن ذرائع وعن تبريرات.
فعدونا ذكي ومبادر وصاحب تجربة وباع وقدرته على المناورة كبيرة وكذلك الاستفادة من الدروس وتكرارها فما فعله مع منظمة التحرير في لبنان من خديعة الهدن والوسطاء والوعود الفارغة يفعله مع حماس والفصائل في غزة وفي صنعاء ويغرينا ويستدرجنا لنفعله في لبنان وفي سورية وايران…..وبالقدر الذي يعمل الزمن لصالح الشعوب والمقاومات يعمل ايضا لصالح من يجيد الاستثمار بالزمن، وهذا ما تفعله إسرائيل وامريكا واحلافها فالزمن ليس فاعلا واعيا بذاته ولا هو منحاز لجهة، بالقدر الذي يوفر بيئات وشروط للفعل لمن يقرر ان يكون فاعلا لا مفعولا به.
هنا مكمن الاسرار، ومسرح اعمال ومبادرة الاشرار فماذا يجب ان يفعل الاخيار؟؟
الاخيار والعقلاء يدرسون تجاربهم ويستفيدون منها ومن خلاصاتها ويتفحصون تجارب الاخرين ويتقنون فنونها ونتائجها، ويستمرون في البحث والعمل ويتقدمون دوما الى الامام يعرفون ان الثورة والمقاومة كالراكب على الدراجة الهوائية لا يستطيع الوقوف والثبات في المكان او العودة الى الوراء ومحكوم دوما بالتقدم الى الامام وان بسرعات مختلفة.
التقدم الى الامام هو مفتاح الحل وسبر الاسرار وكسر الحلقة المفرغة ومغادرة حالة المراوحة بالمكان.
كيف تتقدم المقاومة الى الامام ؟؟
تتقدم بالقتال من الحركة ورفض الانتظارية والتحول الى الهجومية مادامت استراتيجية الدفاع قد حققت مقاصدها ومبتغاها فكثيرا من الدفاعية كالقليل منها والمثل قال؛ الكثير خي الناقص…
وفي تجربتنا ولحماية الضفة وثوراها وتامين الاسود وابطال جنين وطول كرم، ولرفع الحيف عن سوريا وتمكينها من النهوض وكسر حرب التجويع والحصار لابد من اعادة تفعيل استراتيجية وتكتيكات المعارك بين الحروب، واللعب على الحافة، مادامت اسرائيل بحسب كل التصريحات والتنظيرات والخطابات اعجز من ان تذهب الى الحرب خاصة مع لبنان والمقاومة الاسلامية وتستمر اصبع السيد نصرالله تفعل فعل الحرب في اسرائيل ونخبتها وجمهورها…فاستعادة المبادرة والمبادأة والامور ايسر واسهل الطرق لتسريع تغيير المعادلات، ولا تكلف كثيرا ولا تستوجب حرب واسعة او تستدعي حرب يوم القيامة وان استدعتها فسيكون مثالها ونتائجها كحرب تموز ٢٠٠٦ التي استعجلتها قبل حينها الذي اعدت له إسرائيل المقاومة عندما حققت وعدها واسرت جندبين اسرائيليين في عملية خاطفة كانت كمعركة بين الحروب.” قال السيد حسن نصرالله لو كنا نعلم انها ستؤدي الى الحرب لما فعلناها” هكذا هي الامور فالواقع وحاجاته اصدق انباء من الكتب، وتجربة حرب تموز خير مصداق لما قاله الامام علي؛ ان هبت شيئا فقع فيه..
تستطيع المقاومة وفصائلها انتزاع المبادرة، وليس بالضرورة ان عملياتها ومعاركها بين الحروب ستؤدي الى الحرب حكما ولو ادت فيتحقق وعد السيد حسن نصرالله منذ سنوات عندما قال؛ قد تقع الحرب وان وقعت سنحولها من تحدي الى تحرير القدس. واكدها اول امس بلقائنا في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين واكد بحزم اننا سنصلي في القدس وان الحرب الكبرى اتية وربما قريبا وان محور المقاومة على جاهزيته وقد انجز الكثير استعدادا لحرب تحرير فلسطين من النهر الى البحر.
في تجربة غزة المحاصرة ابتدع الشعب التظاهرات الاسبوعية على الشريط الشائك والاشغال بالصدور ومن ثم بالونات وطائرات ورقية حارقة وفرضت على اسرائيل ان تحرك الوسطاء وامنت غزة بملايين الدولارات من قطر وعن طريقها ومن معابرها وفتحت فرص لتشغيل العمالة الفلسطينية وفرضت على الامارات ومصر دفع ٥٠٠ مليون دولار لإعادة اعمار غزة. هل تذكرون؟؟ وما المانع من تفعيل هذه الوسائط والوسائل؟ ولماذا تخاف غزة من الحرب مادامت على القدرة التي يتحدث بها القادة وقادة الاذرع العسكرية فقد خاضت وانتصرت في حرب سيف القدس وجولة وحدة الساحات…
وفي لبنان طائرات مسيرة من اجيال بدائية ومتخلفة ورخيصة جدا بالمقارنة مع ما صار عليه انتاجها، تلك المسيرات الزمت اسرائيل والمفاوض اللبناني والوسيط الاسرائيلي الامريكي بالخضوع واهداء المقاومة نصر عظيم كما وصفه السيد حسن نصرالله في الترسيم البحري. فلماذا لا تناور المقاومة يوميا بطائرات مسيرة من تلك الاجيال تربك اسرائيل وتجعل المستوطنين في حالة قلق وهلع تستعجل رحيلهم او الضغط على حكومة نتنياهو لوقف التعديات على القدس والمقدسيين وعلى كتيبة جنين وعرين الاسود في نابلس …
وفي التجربة السورية هل تذكرون الصاروخ من الدفاع الجوي طراز سام ٢ الذي انفجر في سماء مفاعل ديمونا وكم خلق من حالة ارباك وتساؤلات وضغوط على الحكومة الاسرائيلية، وكم من تلك الاجيال من الصواريخ والقذائف التي تقادمت ولم تعد تجدي نفعا في الجو وقد تكون جدواها نوعية في الانفجارات فوق المدن والمستوطنات حتى لو لم تقتل وتدمر فمجرد انفجارها في الاجواء تدب الذعر بالصهاينة ونخبهم ومستوطنيهم….
وماذا عن الكورنيت في غزة وعلى حدودها، وعن الغواصين، وعن العبوات في الجولان ومزارع شبعا والنقب؟ وماذا عن الفدائيين والطائرات الشراعية والزوارق المطاطية التي كانت اسلحة ونفذت عبرها عمليات نوعية فجرت انتفاضات في فلسطين…؟ وماذا عن تكثيف استهداف القواعد والقوافل الامريكية شرق الفرات وفي التنف، والعراق؟ ومتى يتحول وعد السيد حسن نصرالله بإعادة الجنود الامريكيين الذي جاؤوا عاموديا يعودون افقيا بالصناديق؟؟ وماذا وماذا…
فنحن لا نصدق ان جعبة المقاومة وتجربتها وخبراتها وعقولها قد ترهلت ولم تعد قادرة على ابتداع انواع واشكال من الاعمال والعمليات تستنزف وتشغل وتربك إسرائيل وتشتت قدراتها لتحمي ابطال الضفة وفلسطين ال٤٨ ولا تؤدي بالضرورة الى حرب، ولو ادت الى الحرب… الم يقلها الامام علي عليه السلام ؛ ان هبت شيئا فقع فيه…!!؟؟؟
بالله عليكم وبحق السماء لا تمطرونا بتنظيرات ولا تسترسلوا في تسويق ما في مخيلاتكم وعلى السنتكم من ذرائع وحجج ظاهرها ثوري وعظيم وباطنها محبط ويائس..
كمثل ما نسمعه من قول وذرائع؛ ان تحرير فلسطين طوع يد المحور وساعة يقرر، اما تأخير المهمة لسنوات ففيه خير لتلافي ما قد يقع من صراعات وحروب على من سيحكمها وفي اي بيئة وجغرافيا ونظم، وان في التأخير خير حتى تنضج الظروف والشروط والتوازنات.
هذه حجج وذرائع وتهويمات اكل الدهر عليها وشرب وقد حسمتها التجارب والشعوب واختصرتها بالتحذير القاطع من الاختلاف على جلد الدب قبل اصطياده. فليس من الحكمة ولا من العلم ان نختلف على ما قد يكون ويصير ونفترض ونتصارع قبل ان يكون فيقضي الله امرا كان مفعولا فلكل زمن دولة ورجال، والامور تحل نفسها وتناقضاتها بعناصرها” وقت يجي الصبي منصلي على النبي” فمن سيحرر سيحكم وهذا منطق الاحداث والتطورات وحقائق الازمنة والتواريخ.
فلتحرر فلسطين وليشطب الكيان ولكل حادث عندها حديث.
وعلى ما تقدم فلدى محور المقاومة ما يفعله لحماية الضفة وشعبها ولإسناد ثورة جنين ونابلس وطول كرم وحيفا ويافا والنقب والجليل، وان فعلها يعمق ازمة اسرائيل، ويستعجل زوالها وربما بحرب يوم القيامة الموعود…
فماذا يستطيع؟؟
…./يتبع
Discussion about this post