في مثل هذا اليوم من العام 1973، شنت سوريا ومصر حرباً مشتركة ضد الكيان المؤقت، بهدف تحرير هضبة الجولان السورية المحتلة وشبه جزيرة سيناء المصرية، قبل أن يتم وقف إطلاق النار في الـ 24 من الشهر نفسه.
وقد نصح السوفيات يومها الرئيس المصري أنور السادات باختيار هذا التوقيت لعبور قناة السويس، وبدء الهجوم المصري السوري المشترك على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بوصفه أفضل وقت للهجوم ولتحقيق عنصر المفاجأة.
وخلال هذه الحرب كشف أنور السادات فيها عن حقيقة مواقفه وخيانته، لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، حينما غدر بسوريا ورئيسها الراحل حافظ الأسد، مظهراً لهم خططاً مختلفة عن تلك التي سينفذها، فيما كان على اتصال دائم بوزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي حينذاك هنري كيسنجر، مقدماً له المعلومات والمخططات، طمعاً بتحسين موقفه التفاوضي، والأخير كان ينقلها بدوره الى إسرائيل، التي استفادت منها لتعويض خسائرها وشن هجوم معاكس.
أبرز المراحل
_بدأت الحرب بهجوم مفاجئ شنته القوات التابعة للجيش المصري والسوري، كل في جهتها ضد القوات الإسرائيلية المحتلة لسيناء وهضبة الجولان. واستطاعت القوات المصرية التوغل مسافة 20 كيلومترا شرق قناة السويس، واستطاعوا كسر خط تحصينات بارليف، فيما تمكنت القوات السورية أيضاً من الدخول الى عمق هضبة الجولان.
_ بعد 6 أيام في 12 تشرين الأول / أكتوبر، استغاثت رئيسة وزراء كيان الاحتلال وقتها غولدا مائير بالولايات المتحدة الأمريكية، التي سارعت الى إقامة جسر جوي غير مسبوق في تاريخها، لنقل أسلحة متطورة إلى الكيان. كما ساعدت أمريكا بأقمارها الاصطناعية في إرشاد جيش الاحتلال إلى وجهة الضربات المصرية الرئيسية، وخريطة انتشار بطاريات صواريخ الدفاع الجوي سام. كما أرشدتهم إلى نقطة الضعف (ثغرة الدفرسوار) بين الجيشين الثاني والثالث، التي استطاع الإسرائيليون اختراقها، وعبروا القناة إلى الأراضي المصرية وقاموا بفصل القوات المصرية عن بعضها البعض.
_ كما شن جيش الاحتلال هجوما معاكسا على الجبهة السورية في هضبة الجولان، وساعدها على ذلك توقف القتال المفاجئ على الجبهة المصرية، والذي لم يُبلغ به السوريون. لذا طلبت سوريا من مصر تطوير الهجوم في الجبهة المصرية لتخفيف الضغط عنها. لكن السادات لم يستجب لذلك إلا بعد صباح الـ 14 تشرين الأول / أكتوبر 1973، ما تسبب في وقوع قواته بكمين إسرائيلي محكم، أدى إلى وقوع خسائر كبيرة فيها، حيث دارت أكبر معارك الدبابات في التاريخ، شارك فيها حوالي 2000 دبابة إسرائيلية ومعدات حديثة وصلت للكيان من أميركا عبر الجسر الجوي. واستطاعت إسرائيل تدمير 250 دبابة مصرية، فانسحبت القوات المصرية، وأوقفت القتال على جبهتها معلنة استعدادها للتفاوض.
_ في 21 تشرين الأول / أكتوبر، أصدر مجلس الأمن قرارا بوقف إطلاق النار، قبلت فيه كلا من إسرائيل ومصر التي لم تستشر سوريا في ذلك، ما دفع بالأخيرة للقبول على مضض. وكعادتها إسرائيل في عدم احترام القوانين والقرارات الدولية، استغلت القرار للخداع والدفع بقوات جديدة لها إلى غرب قناة السويس، لتعزيز قواتها في منطقة الدفرسوار. وتوقف القتال في الـ 24 من تشرين الأول / أكتوبر.
_ في 31 أيار/ مايو من العام 1974، انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك، التي فرضت على إسرائيل إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وإعادة ضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل إبعاد الجيشين السوري والمصري المصرية عن خط الهدنة، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
Discussion about this post