موت بشهادة، شهداء بمجزرة ،نار بنار، وحديد بحديد، وتهديم وتهجير برعب وخوف وببندقية واحدة، والثأر هو الرد، وسنحسن الرد.
كلما دنا الشرهون للدولار والذل من اغتصاب المقاومة وحق الصراع، هبَّ مارد الحرية لينجب كل شهيد بطلاً يُبدع في حساب فاتورة العدو،
لقد كانت عمليتا القدس نوراً مقدسة تلظى بها من أدار رحى الحزن والقهر على عائلاتنا في فلسطين.
“من قال إننا نريد سلاماً، نريد حرباً لا نهاية لها”
تلك كانت كلمات الشهيد البطل خيري علقم على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد يوم واحد من اجتياح الصهاينة لمخيم جنين واستشهاد عشرة فلسطينين، يحمل علقم سلاحه في ليلة السبت ويفتح النار عشرين دقيقة مستمرة ليوقع ما يزيد عن تسعة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المستوطنين بحرفية عالية، وينال الشهادة بعدها على يد دورية العدو الصهيوني، وما إن حل الصباح حتى نفذ بطل آخر عملية إطلاق نار جديدة نتجت عنها إصابتان إحداهما ضابط في الوحدات القتالية لجيش الاحتلال الاسرائيلي، في عملية سلوان بالقدس رغم الاستنفار الأمني، والتأهب التام بعد عملية القدس.
إن هاتين العمليتين كشفتا فشل وعجز المؤسسة الأمنية والعسكرية في توفير الحماية والأمن للمستوطنين، ونتيجة لذلك خصص الاحتلال 60% من قواته للتواجد والاستنفار في الضفة الغربية بغية إعادة الشعور بالأمان للمستوطنين وتهدئة الاحتجاجات، وهذا الأمر يلحق الضرر بجاهزية “الجيش” للحرب، سواء في لبنان أو في ساحات أخرى (سوريا) حسبما صرح الكاتب ومحلل الشؤون العسكرية الاسرائيلي.
بالإضافة إلى مواقف كل من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية المنددة لعمليتي القدس، والتي تبرهن عن ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي تغض البصر عن جرائم “اسرائيل” وحشية الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني.
لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة لا نريد إدانة جرائم العدو الصهيوني، ولاحتى دعم المقاومة، وإنما عدم الشراكة مع هذا العدو في قتل شعبنا في فلسطين؛ لقد أظهر موقف حكومات الدول العربية المطبعة مع اسرائيل، والمتناقضة مع شعوبها وإرادته، عقب عمليتي القدس وما سبقها من إدانة للمقاومة الفلسطينية والانخراط بسفك الدم الفلسطيني بإعطاء العدو المعلومات المتوفرة لديهم عن المقاومة، كمية العمالة والخيانة ومدى الانحطاط الأخلاقي والإنساني تجاه المسألة الفلسطينية.
لذلك أطلق قرار الشعب من القدس الذي جعل الرصاص يزغرد في أجساد المحتل المتوحشة الهائجة معلناً رسالته الواضحة لكل المحاولات الدولية والإقليمية، بأن صفقات الذل والعار لن تسكت صوت المقاومة، ولن تخنق الروح التواقة للعز والحق، فإن الروح القتالية الفلسطينية لا تزال تتجدد وتنتقل لمستوى آخر من المواجهة، وسترغم الواقع على التغيير وتشكل انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال وتفتح باب الصراع على مصراعيه في كامل الارض المحتلة؛ فدماء شهدائنا علقم ومرض عضال يسري في دم هذا الكيان البغيض، وكل شهيد سيمنح روحه لجسد المقاومة حتى يوم التحرير.
رئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي عامر التل
Discussion about this post