عرض المفكر الروسي ألكسندر دوغين في مقال له نشره في موقع “Geopolitika”، أسباب انتصار روسيا في الحرب.
أول هذه الأسباب، بحسب وجهة نظر دوغين، أنّ “القدرات النووية الروسية قد تكون كافية لتدمير الولايات المتحدة ودول الناتو، في مقابل حقيقة أن الناتو لا يملك وسائل دفاعية لردع أي هجوم نووي محتمل”، مشيراً إلى أن “روسيا قد تلجأ إلى استخدام السلاح النووي كخيار أخير”.
وفي الوقت نفسه، “لا تملك روسيا وسيلة دفاعية ضد اعتداء نووي أميركي، لذلك فإن اندلاع صراع نووي واسع النطاق، بغض النظر عمن يضرب أولاً، سيؤدي بالتأكيد إلى نهاية العالم النووي بل العالم كله أيضاً”، بحسب دوغين.
وقال متحدثاً عن “السيادة النووية”، التي تعزز كذلك فكرة انتصار روسيا في الحرب، إنّه “لا يمكن استخدام الأسلحة النووية بشكل فعال من أي طرف، وبطبيعة الحال، فإن مجرد امتلاك الأسلحة النووية، يعني أنه في حالة حرجة يمكن أن يستخدمها الحكام ذوو السيادة، أي أعلى سلطات الولايات المتحدة وروسيا”، مشيراً إلى أنّه “نادراً ما يكون أي شخص آخر في وضع يمكنه التأثير في قرار الانتحار العالمي هذا”.
أما ثالث الأسباب، بحسب دوغين، فهو “تجاهل الغرب للخطوط الحمراء الأولى، التي حددتها روسيا قبل بدء الحرب في أوكرانيا”.
وكانت الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تؤدي إلى حرب نووية واضحة تماماً بالنسبة إلى موسكو، وهي هزيمة حاسمة في الحرب في أوكرانيا بمشاركة مباشرة ومكثفة من الولايات المتحدة ودول “الناتو” في الصراع، بحسب قوله.
رابع الأسباب التي تعزز فكرة انتصار روسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا، هو أن “الولايات المتحدة والغرب ليس لديهما أي سبب لاستخدام الأسلحة النووية”.
وأوضح دوغين أنّه “بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، في وضعهما الحالي، لا يوجد دافع لهما لاستخدام الأسلحة النووية حتى في المستقبل القريب، ولن يتم استخدامها إلا رداً على هجوم نووي من قبل روسيا، والذي لن يحدث من دون سبب أساسي”.
وأكد دوغين أنّه “حتى لو سيطرت روسيا على أوكرانيا بأكملها، فإن هذا لن يقرّب الولايات المتحدة من خطوطها الحمراء”.
كييف منكوبة وروسيا حرة أو لا شيء
وفي حديث دوغين عن خامس وسادس الأسباب التي يراها تعزز فكرة انتصار روسيا في الحرب في أوكرانيا وضد الغرب، أن أوكرانيا تاريخياً مهزومة، وروسيا تاريخياً لا يمكن أن تخسر.
كذلك، قال المفكر الروسي أنّ أوكرانيا، بالفعل، “محكوم عليها بالفشل في هذه الحرب من جميع وجهات النظر”، مؤكداً أنّ “لا يمكن لروسيا أن تخسر، لأن خطها الأحمر هو الهزيمة”.
وبعد مرور عام على الحرب في أوكرانيا، “من الواضح أن روسيا لا يمكن أن تخسر”، بحسب دوغين.
وختم مقاله: “إنه تحد وجودي، ولا يتعلق الأمر بالحصول على الأراضي المتنازع عليها أو الموازنة بين الأمن. هذا ليس قرار بوتين فحسب، بل منطق المسار التاريخي لروسيا بأكمله. روسيا ستكون حرة أو لا شيء دون ذلك”.
Discussion about this post